آیه وَ لُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ [28]
لوط را فرستاديم هنگامىكه به قوم خود گفت: «شما عمل بسيار زشتى انجام مىدهيد كه هيچ يك از جهانيان پيش از شما آن را انجام نداده است!
الصّادق (علیه السلام)- تُحْفَهًُْ الْإِخْوَانِ: قَالَ الْإِمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ (علیه السلام): وَ کَانَ أَهْلُ الْمُؤْتَفِکَاتِ مِنْ أَجَلِّ النَّاسِ وَ کَانُوا فِی حُسْنٍ وَ جَمَالٍ فَأَصَابَهُمُ الْغَلَا وَ الْقَحْطُ، فَجَاءَهُمْ إِبْلِیسُ اللَّعِینُ وَ قَالَ لَهُمْ: إِنَّمَا جَاءَکُمُ الْقَحْطُ لِأَنَّکُمْ مَنَعْتُمُ النَّاسَ مِنْ دُورِکُمْ وَ لَمْ تَمْنَعُوهُمْ مِنْ بَسَاتِینِکُمُ الْخَارِجَهًِْ. فَقَالُوا: وَ کَیْفَ السَّبِیلُ إِلَی الْمَنْعِ؟ فَقالَ لَهُمُ: اجْعَلُوا السُّنَّهًَْ بَیْنَکُمْ إِذَا وَجَدْتُمْ غَرِیباً فِی بَلَدِکُمْ سَلَبْتُمُوهُ وَ نَکَحْتُمُوهُ فِی دُبُرِهِ حَتَّی أَنَّکُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِکَ لَمْ یَتَطَرَّقُوا عَلَیْکُمْ. قَالَ: فَعَزَمُوا عَلَی ذَلِکَ فَخَرَجُوا إِلَی ظَاهِرِ الْبَلَدِ یَطْلُبُونَ مَنْ یَجُوزُ بِهِمْ فَتَصَوَّرَ لَهُمْ إِبْلِیسُ اللَّعِینُ غُلَاماً أَمْرَدَ، فَتَزَیَّنَ فَحَمَلُوا عَلَیْهِ، فَلَمَّا رَأَوْهُ سَلَبُوهُ وَ نَکَحُوهُ فِی دُبُرِهِ، طَابَ لَهُمْ ذَلِکَ حَتَّی صَارَ هَذَا عَادَهًًْ لَهُمْ فِی کُلِّ غَرِیبٍ وَجَدُوهُ حَتَّی تَعَدَّوْا مِنَ الْغُرَبَاءِ إِلَی أَهْلِ الْبَلَدِ وَ فَشَا ذَلِکَ لَهُمْ فِیهِمْ وَ ظَهَرَ ذَلِکَ مِنْ غَیْرِ انْتِقَامٍ بَیْنَهُمْ فَمِنْهُمْ مَنْ یُؤْتَی وَ مِنْهُمْ مَنْ یَأَتِی وَ أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی إِبْرَاهِیمَ (علیه السلام): أَنِّی اخْتَرْتُ لُوطاً نَبِیّاً فَابْعَثْهُ إِلَی هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ. فَأَقْبَلَ إِبْرَاهِیمُ إِلَی لُوطٍ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِکَ، ثُمَّ قَالَ: انْطَلِقْ إِلَی مَدَائِنِ سَدُومَ وَ ادْعُهُمْ إِلَی عِبَادَهًِْ اللَّهِ وَ حَذِّرْهُمْ أَمْرَ اللَّهِ وَ عَذَابَهُ وَ ذَکِّرْهُمْ بِمَا نَزَلَ بِقَوْمِ نُمْرُودَ بْنِ کَنْعَانَ. فَسَارَ لُوطٌ حَتَّی صَارَ إِلَی الْمَدَائِنِ فَوَقَفَ وَ هُوَ لَا یَدْرِی بِأَیِّهَا یَبْدَأُ، فَأَقْبَلَ حَتَّی دَخَلَ مَدِینَهًَْ سَدُومَ وَ هِیَ أَکْبَرُهُمْ وَ فِیهَا مَلِکُهُمْ، فَلَمَّا بَلَغَ وَسَطَ السُّوقِ قَالَ: یَا قَوْمِ، اتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُونِی وَ ازْجُرُوا أَنْفُسَکُمْ عَنْ هَذِهِ الْفَوَاحِشِ الَّتِی لَمْ تُسْبَقُوا إِلَی مِثْلِهَا وَ انْتَهُوا عَنْ عِبَادَهًِْ الْأَصْنَامِ فَإِنِّی رَسُولُ اللهِ إِلَیْکُمْ. فَذلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ: وَ لُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَکُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِینَ إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَ ما کانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْیَتِکُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ یَتَطَهَّرُونَ یَعْنِی عَنْ إِتْیَانِ الرِّجَالِ. وَ قَالَ فِی مَکَانٍ آخَرَ: أَ إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَ تَقْطَعُونَ السَّبِیلَ وَ تَأْتُونَ فِی نادِیکُمُ الْمُنْکَرَ یَعْنِی الْحَذْفَ بِالْحَصَی وَ التَّصْفِیقَ وَ اللَّعْبَ بِالْحَمَامِ وَ تَصْفِیقَ الطُّیُورِ وَ مُنَاقَرَهًَْ الدُّیُوکِ وَ مُهَارَشَهًَْ الْکِلَابِ وَ مُهَارَبَهًَْ الرِّجَالِ وَ الْحَبَقَ فِی الْمَجَالِسِ وَ لَبْسَ الْمُعَصْفَرَاتِ فَما کانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ وَ بَلَغَ ذَلِکَ مَلِکَهُمْ فِی سَدُومَ فَقَالَ: ائْتُونِی بِهِ. فَلَمَّا وَقَفَ بَیْنَ یَدَیْهِ، قَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ وَ مَنْ أَرْسَلَکَ وَ إِلَی مَنْ بُعِثْتَ؟ فَقَالَ لَهُ: أَمَّا اسْمِی فَلُوطٌ ابْنُ أَخِ إِبْرَاهِیمَ (علیه السلام)، وَ أَمَّا الَّذِی أَرْسَلَنِی فَهُوَ اللَّهُ رَبِّی وَ رَبُّکُمْ، وَ أَمَّا مَا جِئْتُ بِهِ فَأَدْعُوکُمْ إِلَی اللَّهِ وَ أَنْهَاکُمْ عَنْ هَذِهِ الْفَوَاحِشِ. فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِکَ مِنْ لُوطٍ وَقَعَ فِی قَلْبِهِ الرُّعْبَ وَ الْخَوْفَ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْ قَوْمِی، فَسِرْ إِلَیْهِمْ فَإِنْ أَجَابُوکَ فَأَنَا مَعَهُمْ. قَالَ: فَخَرَجَ لُوطٌ مِنْ عِنْدِهِ وَ وَقَفَ عَلَی قَوْمِهِ وَ أَخَذَ یَدْعُوهُمْ إِلَی عِبَادَهًِْ اللَّهِ وَ یَنْهاهُمْ عَنِ الْمَعَاصِی وَ یُحَذِّرُهُمْ عَذَابَ اللَّهِ حَتَّی وَثَبُوا عَلَیْهِ مِنْ کُلِّ جَانِبٍ وَ قالُوا: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ یا لُوطُ مِنْ هَذِهِ الدَّعْوَهًِْ لَتَکُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِینَ أَیْ مِنْ بَلَدِنَا. قَالَ إِنِّی لِعَمَلِکُمُ الْخَبِیثِ مِنَ الْقالِینَ أَیْ مِنَ الْمُبْغِضِینَ، رَبِّ نَجِّنِی وَ أَهْلِی مِمَّا یَعمَلُونَ یَعْنِی مِنَ الْفَواحِشِ. ثُمَّ قَامَ فِیهِمْ لُوطٌ عِشْرِینَ سَنَهًًْ وَ هُوَ یَدْعُوهُمْ وَ تَوَفَّتِ امْرَأَتُهُ وَ کَانَتْ مُؤْمِنَهًًْ فَتَزَوَّجَ بِأُخْرَی مِنْ قَوْمِهِ، وَ کَانَتْ قَدْ آمَنَتْ بِهِ یُقَالُ لَهَا قوابُ. فَقَامَ مَعَهَا أَعْوَاماً وَ هُوَ مَعَ ذَلِکَ یَدْعُوهُمْ إِلَی طَاعَهًِْ اللَّهِ. فَجَعَلُوا یَشْتُمُونَهُ وَ یَضْرِبُونَهُ حَتَّی بَقِیَ فِیهِمْ مِنْ أَوَّلِ مَا بُعِثَ إِلَی أَرْبَعِینَ سَنَهًًْ فَلَمْ یُبَالُوا بِهِ وَ لَمْ یُطِیعُوهُ، فَضَجَّتِ الْأَرْضُ إِلَی رَبِّهَا وَ اسْتَغَاثَهُ الْأَشْجَارُ وَ الْأَطْیَارُ وَ الْجَنَّهًُْ وَ النَّارُ مِنْ فِعْلِهِمْ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِمْ: أَنِّی حَلِیمٌ لَا أَعْجَلُ عَلَی مَنْ عَصَانِی حَتَّی یَأْتِیَ الْأَجَلُ الْمَحْدُودُ. قَالَ: فَلَمَّا اسْتَخَفُّوا بِنَبِیِّ اللَّهِ وَ لَمْ یَذْهَبُوا إِلَی طَاعَتِهِ وَ دَامُوا عَلَی مَا کَانُوا فِیهِ مِنَ الْمَعَاصِی، أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی أَرْبَعَهًًْ مِنَ الْمَلَائِکَهًِْ وَ هُمْ جَبْرَائِیلُ وَ مِیکَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ وَ دَرْدَائِیلُ أَنْ یَمُرُّوا بِإِبْرَاهِیمَ (علیه السلام) وَ یُبَشِّرُونَهُ بِوَلَدٍ مِنْ سَارَهًَْ بِنْتِ هَارَازَ بْنِ نَاخُورَ وَ کَانَتْ قَدْ آمَنَتْ بِهِ حِینَ جَعَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ النَّارَ بَرْداً وَ سَلَاماً، فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ: أَنْ تَزَوَّجْ بِهَا یَا إِبْرَاهِیمُ (علیه السلام). قَالَ: فَجَاؤُوا عَلَی صُورَهًِْ الْبَشَرِ الْمُعْتَجِرِینَ بِالْعَمَائِمِ وَ کَانَ إِبْرَاهِیمُ (علیه السلام) لَا یَأْکُلُ إِلَّا مَعَ الضَّیْفِ. قَالَ: فَانْقَطَعَتِ الْأَضْیَافُ عَنْهُ ثَلَاثَهًَْ أَیَّامٍ، فَلَمَّا کَانَ بَعْدَ ذَلِکَ قَالَ: یَا سَارَهًُْ، قُومِی وَ اعْمَلِی شَیْئاً مِنَ الطَّعَامِ فَلَعَلِّی أَخْرُجُ عَسَی أَنْ أَلْقَی ضَیْفاً؟ فَقَامَتْ لِذَلِکَ وَ خَرَجَ إِبْرَاهِیمُ (علیه السلام) فِی طَلَبِ الضَّیْفِ فَلَمْ یَجِدْ ضَیْفاً فَقَعَدَ فِی دَارِهِ یَقْرَأُ الصُّحُفَ الْمُنْزَلَهًَْ عَلَیْهِ فَلَمْ یُشْعِرْ إِلَّا وَ الْمَلَائِکَهًُْ قَدْ دَخَلُوا عَلَیْهِ مُفَاجَأَهًًْ عَلَی خَیْلِهِمْ فِی زِینَتِهِمْ فَوَقَفُوا بَیْنَ یَدَیْهِ فَفَزِعَ مِنْ مُفَاجَأَتِهِمْ حَتَّی قالُوا سَلاماً. فَسَکَنَ خَوْفُهُ فَذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا إِبْرَاهِیمَ بِالْبُشْرَی قالُوا سَلَاماً وَ قَالَ تَعَالَی فِی آیَهًٍْ أُخْرَی: هَلْ أَتَاکَ حَدِیثُ ضَیْفِ إِبْرَاهِیمَ الْمُکْرَمِینَ إِذْ دَخَلُوا عَلَیْهِ فَقالُوا سَلَاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْکَرُونَ لِأَنَّهُ لَا یَعْرِفُ صُوَرَهُمْ فَرَحِبَ بِهِمْ وَ أَمَرَهُمْ بِالْجُلُوسِ وَ دَخَلَ عَلَی سَارَهًَْ، وَ قَالَ لَهَا: قَدْ نَزَلَتْ عِنْدَنَا أَرْبَعَهًُْ أَضْیَافٍ حِسَانِ الْوُجُوهِ وَ اللِّبَاسِ وَ قَدْ دَخَلُوا عَلَیَّ بِسَلَامِ الْأَبْرَارِ. فَقَالَ لَهَا: وَ حَاجَتِی أَنْ تَقُومِی وَ تَخْدِمِیهِمْ. فَقَالَتْ: عَهْدِی بِکَ یَا إِبْرَاهِیمُ وَ أَنْتَ أَغْیَرُ النَّاسِ. فَقَالَ: هُوَ کَمَا تَقُولِینَ غَیْرَ أَنَّ هَؤُلَاءِ أَعِزَّاءُ خِیَارٌ. ثُمَّ عَمَدَ إِبْرَاهِیمُ إِلَی عِجْلٍ سَمِینٍ فَذَبَحَهُ وَ نَظَّفَهُ وَ عَمَدَ إِلَی التَّنُّورِ فَسَجَرَهُ. فَوَضَعَ الْعِجْلَ فِی التَّنُّورِ حَتَّی اشْتَوَی وَ ذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ: فَمَا لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِیذٍ وَ الْحَنِیذُ الَّذِی یَشْوِی فِی الْحُفْرَهًِْ وَ قَدِ انْتَهَی خُبْزُهُ وَ نِضَاجَتُهُ فَوَضَعَ إِبْرَاهِیمُ الْعِجْلَ عَلَی الْخِوَانِ وَ وَضَعَ الْخُبْزَ مِنْ حَوْلِهِ وَ قَدَّمَهُ إِلَیْهِمْ، وَ وَقَعَتْ سَارَهًُْ عَلَیْهِمْ تَخْدِمُهُمْ وَ إِبْرَاهِیمُ یَأْکُلُ وَ لَا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ، فَلَمَّا رَأَتْ سَارَهًُْ ذَلِکَ مِنْهُمْ قَالَتْ: یَا إِبْرَاهِیمُ إِنَّ أَضْیَافَکَ هَؤُلَاءِ لَا یَأْکُلُونَ شَیْئاً. فَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِیمُ: أَلَا تَأْکُلُونَ. وَ دَخَلَهُ الْخَوْفُ مِنْ ذَلِکَ وَ ذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی: فَلَمَّا رَأَی أَیْدِیَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَیْهِ نَکِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَةً أَیْ أَضْمَرَ مِنْهُمْ خَوْفاً. ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِیمُ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّکُمْ مَا تَأْکُلُونَ مَا قَطَعْنَا الْعِجْلَ عَنِ الْبَقَرَهًِْ. فَمَدَّ جَبْرَائِیلُ یَدَهُ نَحْوَ الْعِجْلِ وَ قَالَ: قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی. فَقَامَ وَ أَقْبَلَ نَحْوَ الْبَقَرَهًِْ حَتَّی الْتَقَمَ ضَرْعَهَا. فَعِنْدَ ذَلِکَ اشْتَدَّ خَوْفُ إِبْرَاهِیمُ (علیه السلام) وَ قَالَ: إِنَّا مِنْکُمْ وَجِلُونَ قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُکَ بِغُلامٍ عَلِیمٍ قالَ أَ بَشَّرْتُمُونِی عَلی أَنْ مَسَّنِیَ الْکِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا بَشَّرْناکَ بِالْحَقِّ فَلا تَکُنْ مِنَ الْقانِطِینَ قالَ وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ قَالَ: وَ کَانَتْ سَارَهًُْ قَائِمَهًًْ فَلَمَّا سَمِعَتْ قَالَتْ: أَوَّاهُ. وَ هِیَ الصَّرَّهًُْ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِی صَرَّةٍ فَصَکَّتْ وَجْهَها یَعْنِی ضَرَبَتْ وَجْهَهَا وَ قالَتْ عَجُوزٌ عَقِیمٌ أَیْ کَبِیرَهًٌْ لَمْ تَلِدْ؛ قالَتْ یا وَیْلَتی أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بَعْلِی شَیْخاً إِنَّ هذا لَشَیْءٌ عَجِیبٌ قالُوا أَ تَعْجَبِینَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَ بَرَکاتُهُ عَلَیْکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ الْمَوْجُودُ ذُو الشَّرَفِ وَ الْمَجْدِ وَ الْکَرَمِ. وَ فِی رِوَایَهًٍْ أُخْرَی: وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلی قَوْمِ لُوطٍ وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ تَخْدِمُهُمْ فَضَحِکَتْ أَیْ حَاضَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ یَعْقُوبَ. فَإِسْحَاقُ قَدْ مَضَی عَلَیْهِ ثَمَانُونَ سَنَهًًْ فَانْکَفَّ بَصَرُهُ وَ کَانَ مُلَازِماً لِمَسْجِدِهِ فَبَیْنَمَا هُوَ ذَاتَ یَوْمٍ جَالِسٌ إِلَی جَانِبِ امْرَأَتِهِ إِذْ رَاوَدَهَا فَضَحِکَتْ حَتَّی بَدَتْ نَوَاجِذُهَا، فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ وَ اسْمُهَا رَبَابُ بِنْتُ لُوطٍ (علیه السلام) وَ قِیلَ: القَدْرَهًُْ یَا إِسْحَاقُ. فَقَالَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَوَاقَعَهَا فَحَمَلَتْ بِوَلَدَیْنِ ذَکَرَیْنِ وَ أَخْبَرَتْهُ بِحَمْلِهَا، فَقَالَ لَهَا إِسْحَاقُ: لَا تَعْجَبِی مِنْ ذَلِکَ لِأَنِّی رَأَیْتُ فِی أَوَّلِ عُمُرِی فِی الْمَنَامِ ذَاتَ لَیْلَهًٍْ کَأَنَّهُ خَرَجَتْ مِنْ ظَهْرِی شَجَرَهًٌْ عَظِیمَهًٌْ خَضْرَاءُ لَهَا أَغْصَانٌ وَ فُرُوعٌ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا عَلَی لَوْنٍ، فَقِیلَ لِی فِی الْمَنَامِ: هَذِهِ الْأَغْصُانُ أَوْلَادُکَ الْأَنْبِیَاءُ عَلَی قَدْرِ أَنْوَارِهِمْ فَانْتَبَهْتُ فَزِعاً مَرْعُوباً، فَهَذَا تَأْوِیلُ رُؤْیَایَ. فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ: یَا نَبِیَّ اللَّهِ وَ رَسُولَهُ، إِنَّهُمَا اثْنَانِ لِأَنَّهُمَا یَتَضَارَبَانِ فِی بَطْنِی کَالْمُتَخَاصِمَیْنِ. فَقَالَ إِسْحَاقُ: یَکُونُ خَیْراً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی. فَلَمَّا تَمَّتْ مُدَّهًُْ الْحَمْلِ وَضَعَتْهُمَا وَ أَحَدُهُمَا بِعَقِبِ صَاحِبِهِ، مُتَعَلَّقٌ بِعَقِبِهِ، فَسُمِّیَ یَعْقُوبَ لِأَنَّهُ بِعَقِبِ أَخِیهِ وَ الْآخَرُ اسْمُهُ عِیصٌ لِأَنَّهُ أَخَّرَ أَخَاهُ وَ تَقَدَّمَ عَلَیْهِ. وَ قِیلَ: إِنَّ سَارَهًَْ قَدْ مَضَی مِنْ عُمُرِهَا تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ سَنَهًًْ وَ إِبْرَاهِیمَ ثَمَانِی وَ تِسْعُونَ، وَ حَمَلَتْ سَارَهًُْ بِإِسْحَاقَ فِی اللَّیْلَهًِْ الَّتِی خَسَفَ اللَّهُ فِیهَا قَوْمَ لُوطٍ. فَلَمَّا تَمَّتْ أَشْهُرُهَا وَ وَضَعَتْهُ فِی لَیْلَهًِْ الْجُمُعَهًِْ یَوْمَ عَاشُورَاءَ وَ لَهُ نُورٌ شَعْشَعَانِیٌّ. فَلَمَّا سَقَطَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِداً ثُمَّ اسْتَوَی قَاعِداً وَ رَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ بِالثَّنَاءِ لِلَّهِ وَ التَّوْحِیدِ. قَالَ: فَأَخَذَتْ تَرَدَّدَ قَوْلُهَا: عَجُوزٌ عَقِیمٌ، وَ هِیَ لَا تَدْرِی أَنَّ هَؤُلَاءِ مَلَائِکَهًٌْ فَرَفَعَ جَبْرَائِیلُ طَرْفَهُ إِلَیْهَا وَ قَالَ لَهَا جَبْرَائِیلُ (علیه السلام): یَا سَارَهًُْ، کَذلِکِ قالَ رَبُّکِ إِنَّهُ هُوَ الْحَکِیمُ الْعَلِیمُ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ ذَلِکَ قَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِیمُ (علیه السلام): فَمَا خَطْبُکُمْ أَیُّهَا الْمُرْسَلُونَ یَعْنِی مَا بَالُکُمْ بَعْدَ هَذِهِ الْبِشَارَهًِْ. قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلی قَوْمٍ مُجْرِمِینَ یَعْنُونَ قَوْمَ لُوطٍ لِنُرْسِلَ عَلَیْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِینٍ. قَالَ قَتَادَهًُْ: کَانَتْ حِجَارَهًًْ مَخْلُوطَهًًْ بِالطِّینِ، مَطْبُوخَهًًْ فِی نَارِ جَهَنَّمَ، مُسَوَّمَةً یَعْنِی مُعَلَّمَهًًْ. وَ قِیلَ: إِنَّهُ کَانَ مَکْتُوباً عَلَی کُلِّ حَجَرٍ اسْمُ صَاحِبِهِ مِنَ الْمُتْرِفِینَ (الْمُسْرِفِینَ) مِنْ قَوْمِ لُوطٍ فِی مَعَاصِیهِمْ. فَقَالَ: فَعَادَ جَبْرَائِیلُ إِلَی صُورَتِهِ حَتَّی عَرَفَهُ إِبْرَاهِیمُ (علیه السلام) فَأَخْبَرَهُ أَنَّ هَذَا أَخِی مِیکَائِیلُ وَ هَذَانِ إِسْرَافِیلُ وَ دَرْدَائِیلُ. فَاغْتَمَّ إِبْرَاهِیمُ (علیه السلام) شَفَقَهًًْ عَلَی ابْنِ أَخِیهِ لُوطٍ وَ أَهْلِهِ، وَ ذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی حِکَایَهًًْ عَنْ إِبْرَاهِیمَ (علیه السلام) إِنَّ فِیها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِیها لَنُنَجِّیَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ کانَتْ مِنَ الْغابِرِینَ یَعْنِی مِنَ الْبَاقِینَ فِی الْعَذَابِ. ثُمَّ سَأَلَهُمْ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ فِی هَذِهِ الْمَدَائِنِ؟ قَالَ لَهُ جَبْرَائِیلُ: مَا فِیهَا إِلَّا لُوطٌ وَ ابْنَتَاهُ. فَذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ: فَأَخْرَجْنا مَنْ کانَ فِیها مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَما وَجَدْنا فِیها غَیْرَ بَیْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِیمَ الرَّوْعُ أَیِ الْخَوْفُ وَ جَاءَتْهُ الْبُشْرَی یَعْنِی بِإِسْحَاقَ یُجادِلُنا فِی قَوْمِ لُوطٍ یَعْنِی مَا جَرَی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ جَبْرَائِیلَ، یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی: إِنَّ إِبْراهِیمَ لَحَلِیمٌ أَوَّاهٌ مُنِیبٌ یَعْنِی هُوَ مُؤْمِنٌ فِی الدُّعَاءِ مُقْبِلٌ عَلَی عِبَادَهًِْ رَبِّهِ. قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِکَ قَالَ لِإِبْرَاهِیمَ (علیه السلام): یا إِبْراهِیمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّکَ یَعْنِی عَذَابَهُ وَ إِنَّهُمْ آتِیهِمْ عَذابٌ غَیْرُ مَرْدُودٍ أَیْ غَیْرُ مَصْرُوفٍ. قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِکَ قَالَ إِبْرَاهِیمُ (علیه السلام): یَا مَلَائِکَهًَْ رَبِّی وَ رُسُلَهُ، امْضُوا حَیْثُ تُؤْمَرُونَ. قَالَ: فَاسْتَوَتِ الْمَلَائِکَهًُْ عَلَی خَیْلِهِمْ وَ قَارَبَتْ مَدَائِنَ لُوطٍ وَقْتَ الْمَسَاءِ فَرَأَتْهُمْ رَبَابُ بِنْتُ لُوطٍ زَوْجَهًُْ إِسْحَاقَ (علیه السلام) وَ هِیَ الْکُبْرَی وَ کَانَتْ تَسْتَقِی الْمَاءَ. فَنَظَرَتْ إِلَیْهِمْ وَ إِذَا قَوْمٌ عَلَیْهِمْ جَمَالٌ وَ هَیْئَهًٌْ حَسَنَهًٌْ. فَتَقَدَّمَتْ إِلَیْهِمْ وَ قَالَتْ لَهُمْ: مَا لَکُمْ تَدْخُلُونَ عَلَی قَوْمٍ فَاسِقِینَ لَیْسَ فِیهِمْ مَنْ یُضِیفُکُمْ إِلَّا ذَلِکَ الشَّیْخَ وَ إِنَّهُ لَیُقَاسِی مِنَ الْقَوْمِ أَمْراً عَظِیماً. قَالَ: وَ عَدَلَتِ الْمَلَائِکَهًُْ إِلَی لُوطٍ وَ قَدْ فَرَغَ مِنْ حَرْثِهِ. فَلَمَّا رَآهُمْ لُوطٌ اغْتَمَّ لَهُمْ وَ فَزِعَ عَلَیْهِمْ مِنْ قَوْمِهِ. وَ ذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی: فَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِیءَ بِهِمْ وَ ضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَ قالَ هذا یَوْمٌ عَصِیبٌ یَعْنِی: شَدِیدٌ شَرُّهُ. وَ قَالَ فِی آیَهًٍْ أُخْرَی: فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قالَ إِنَّکُمْ قَوْمٌ مُنْکَرُونَ أَنْکَرَهُمْ لُوطٌ کَمَا أَنْکَرَهُمْ إِبْرَاهِیمُ (علیه السلام) فَقَالَ لَهُمْ لُوطٌ (علیه السلام): مِنْ أَیْنَ أَقْبَلْتُمْ؟ قَالَ لَهُ جَبْرَائِیلُ (علیه السلام) وَ لَمْ یَعْرِفْهُ: مِنْ مَوْضِعٍ بَعِیدٍ وَ قَدْ حَلَّلْنَا بِسَاحَتِکَ، فَهَلْ لَکَ فِیهَا أَنْ تُضِیفَنَا فِی هَذِهِ اللَّیْلَهًِْ وَ عِنْدَ رَبِّکَ الْأَجْرُ وَ الثَّوَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَخَافُ عَلَیْکُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْفاسِقِینَ عَلَیْهِمْ لَعْنَهًُْ اللَّهِ. فَقَالَ جَبْرَائِیلُ لِإِسْرَافِیلَ (علیه السلام): هَذِهِ وَاحِدَهًٌْ. وَ قَدْ کَانَ اللَّهُ تَعَالَی أَمَرَهُمْ أَنْ لَا یُدَمِّرُوهُمْ إِلَّا بَعْدَ أَرْبَعِ شَهَادَاتٍ تَحْصُلُ مِنْ لُوطٍ بِفِسْقِهِمْ وَ لَعْنَتِهِ عَلَیْهِمْ. ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَیْهِ وَ قَالُوا: یَا لُوطُ، قَدْ أَقْبَلَ عَلَیْنَا اللَّیْلُ وَ نَحْنُ أَضْیَافُکَ فَاعْمَلْ عَلَی حَسَبِ ذَلِکَ. فَقالَ لَهُمْ لُوطٌ: قَدْ أَخْبَرْتُکُمْ أَنَّ قَوْمِی یَفْسُقُونَ وَ یَأْتُونَ الذُّکُورَ شَهْوَهًًْ وَ یَتْرُکُونَ النِّسَاءَ عَلَیْهِمْ لَعْنَهًُْ اللَّهِ فَقَالَ جَبْرَائِیلُ لِإِسْرَافِیلَ: هَذِهِ ثَانِیَهًٌْ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ لُوطٌ: انْزِلُوا عَنْ دَوَابِّکُمْ وَ اجْلِسُوا هَیهُنَا حَتَّی یَشْتَدَّ الظَّلَامُ، ثُمَّ تَدْخُلُونَ وَ لَا یَشْعُرُ بِکُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّهُمْ {کَانُوا} قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِینَ عَلَیْهِمْ لَعْنَهًُْ اللَّهِ . فَقَالَ جَبْرَائِیلُ لِإِسْرَافِیلَ: هَذِهِ الثَّالِثَهًُْ. ثُمَّ مَضَی لُوطٌ بَعْدَ أَنْ أَسْدَلَ الظَّلَامُ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ إِلَی مَنْزِلِهِ، وَ الْمَلَائِکَهًُْ خَلْفَهُ حَتَّی دَخَلُوا مَنْزِلَهُ فَأَغْلَقَ عَلَیْهِمُ الْبَابَ، ثُمَّ دَعَا بِامْرَأَتِهِ یُقَالُ لَهَا قوابُ وَ قَالَ لَهَا: یَا هَذِهِ، إِنَّکِ عَصَیْتِ مُدَّهًَْ أَرْبَعِینَ سَنَهًًْ وَ هَؤُلَاءِ أَضْیَافِی قَدْ مَلَؤُوا قَلْبِی خَوْفاً، اکْفِینِی أَمَرَهُمْ هَذِهِ اللَّیْلَهًَْ حَتَّی أَغْفِرَ لَکِ مَا مَضَی. قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِینَ کَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ کانَتا تَحْتَ عَبْدَیْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَیْنِ فَخانَتاهُما وَ لَمْ یَکُنْ خِیَانَتُهُمَا فِی الْفِرَاشِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَا یَبْتَلِی أَنْبِیَائَهُ بِذَلِکَ، وَ لَکِنْ خِیَانَهًُْ امْرَأَهًِْ نُوحٍ (علیه السلام) أَنَّهَا کَانَتْ تَقُولُ لِقَوْمِهِ: لَا تَضْرِبُوهُ لِأَنَّهُ مَجْنُونٌ. وَ کَانَ مَلِکُ قَوْمِهِ رَجُلًا جَبَّاراً قَوِیّاً عَاتِیاً یُقَالُ لَهُ دَوْقِیلُ بْنُ عَوِیلَ بْنِ لَامَکَ بْنِ جَنَحٍ بْنِ قَابِیلَ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَ قَعَدَ عَلَی الْأَسِرَّهًِْ وَ أَوَّلُ مَنْ أَمَرَ بِصَنْعَهًِْ الْحَدِیدِ وَ الرَّصَاصِ وَ النُّحَاسِ وَ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الثِّیَابَ الْمَنْسُوجَهًَْ بِالذَّهَبِ، وَ کَانَ یَعْبُدُ هُوَ وَ قَوْمُهُ الْأَصْنَامَ الْخَمْسَ: وَدًّا وَ سُواعاً وَ یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً. وَ هِیَ أَصْنَامُ قَوْمِ إِدْرِیسَ (علیه السلام)، ثُمَّ اتَّخَذُوا فِی کَثْرَهًِْلْأَصْنَامِ حَتَّی صَارَ لَهُمْ أَلْفٌ وَ تِسْعُمِائَهًِْ صَنَمٍ عَلَی کَرَاسِیِّ الذَّهَبِ وَ أَسِرَّهًٍْ مِنَ الْفِضَّهًِْ مَفْرُوشَهًٍْ بِأَنْوَاعِ الْفُرُشِ الْفَاخِرَهًِْ، مُتَوِّجِینَ الْأَصْنَامَ بِتِیجَانٍ مُرَصَّعَهًٍْ بِالْجَوَاهِرِ وَ اللَّآلِئِ وَ الْیَوَاقِیتِ، وَ لِهَذِهِ الْأَصْنَامِ خَدَمٌ یَخْدِمُونَهَا تَعْظِیماً لَهَا. وَ خِیَانَهًُْ امْرَأَهًِْ لُوطٍ أَنَّهَا کَانَتْ إِذَا رَأَتْ ضَیْفاً لَیْلًا أَوْ نَهَاراً أَدْخَنَتْ. وَ إِذَا کَانَ اللَّیْلُ أَوْقَدَتْ فَعَلِمَ الْقَوْمُ أَنَّ هُنَاکَ ضُیُوفاً. فَلَمَّا کَانَ فِی تِلْکَ اللَّیْلَهًِْ خَرَجَتْ وَ بِیَدِهَا سِرَاجٌ کَأَنَّهَا تُرِیدُ أَنْ تَشْعَلَهُ وَ طَافَتْ عَلَی جَمَاعَهًٍْ مِنْ قَوْمِهَا وَ أَهْلِهَا وَ أَخْبَرَتْهُمْ بِجَمَالِ الْقَوْمِ وَ بِحُسْنِهِمْ. قَالَ: فَعَلِمَ لُوطٌ بِذَلِکَ فَأَغْلَقَ الْبَابَ وَ أَوْثَقَهُ وَ أَقْبَلَ الْفُسَّاقُ یُهْرَعُونَ مِنْ کُلِّ جَانِبٍ وَ مَکَانٍ وَ یُنَادُونَ حَتَّی وَقَفُوا عَلَی بَابِ لُوطٍ (علیه السلام) فَفَزَّعُوهُ وَ ذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی: وَ جَاءَهُ قَوْمُهُ یُهْرَعُونَ إِلَیْهِ أَی یُسْرِعُونَ إِلَیْهِ وَ مِنْ قَبْلُ کَانُوا یَعْمَلُونَ السَّیِّئاتِ قَالَ: فَنَادَاهُمْ لُوطٌ (علیه السلام) وَ قالَ: یا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِی هُنَّ أَطْهَرُ لَکُمْ یَعْنِی بِالزِّوَاجِ وَ النِّکَاحِ إِنْ آمَنْتُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَ لَا تُخْزُونِ فِی ضَیْفِی، یَعْنِی لَا تَفْضَحُونِی فِی ضِیَافَتِی أَ لَیْسَ مِنْکُمْ یَا قَوْمِ رَجُلٌ رَشِیدٌ أَیْ حَلِیمٌ یَأْمُرُکُمْ بِالْمَعْرُوفِ یَنْهاکُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ؟ فَقَالُوا لَهُ: لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِی بَناتِکَ مِنْ حَقٍ یَعْنِی مِنْ حَاجَهًٍْ، وَ لَا شَهْوَهًَْ لَنَا فِیهِنَّ وَ إِنَّکَ لَتَعْلَمُ ما نُرِیدُ یَعْنی عَمَلَهُمُ الْخَبِیثَ وَ هُوَ إِتْیَانُ الذُّکُورِ. ثُمَّ کَسَرُوا الْبَابَ وَ دَخَلُوا، فَقَالُوا: یَا لُوطُ أَ وَ لَمْ نَنْهَکَ عَنِ الْعالَمِینَ یَعْنِی عَنِ النَّاسِ أَجْمَعِینَ. قَالَ: فَوَقَفَ لُوطٌ (علیه السلام) عَلَی الْبَابِ دُونَ أَضْیَافِهِ، وَ قَالَ: وَ اللَّهِ لَا أُسَلِّمُ أَضْیَافِی إِلَیْکُمْ وَ فِی عَرَقٍ یَضْطَرِبُ (یَضْرِبُ) دُونَ أَنْ تَذْهَبَ نَفْسِی أَوْ لَا أَقْدِرُ عَلَی شَیْءٍ، وَ ذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی: لَوْ أَنَّ لِی بِکُمْ قُوَّةً أَوْ آوِی إِلی رُکْنٍ شَدِیدٍ فَتَقَدَّمَ بَعْضُهُمْ إِلَیْهِ فَلَطَمَ وَجْهَهُ وَ أَخَذَ بِلِحْیَتِهِ وَ دَفَعَهُ عَنِ الْبَابِ. فَعِنْدَ ذَلِکَ قَالَ لُوطٌ: وَاهٍ لَوْ انَّ لِی بِکُمْ قُوَّةً أَوْ آوِی الی رُکْنٍ شَدِیدٍ قَالَ: فَرَفَعَ لُوطٌ (علیه السلام) رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ: إِلهِی خُذْ لِی مِنْ قَوْمِی حَقِّی وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً کَثِیراً. فَقَالَ جَبْرَائِیلُ لِإِسْرَافِیلَ: هَذِهِ الرَّابِعَهًُْ. ثُمَّ قَالَ جَبْرَائِیلُ: یا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّکَ لَنْ یَصِلُوا إِلَیْکَ فَأَبْشِرْ وَ لَا تَحْزَنْ عَلَیْنَا. فَهَجَمَ الْقَوْمُ عَلَیْهِمْ وَ هُمْ یَقُولُونَ: أَ وَ لَمْ نَنْهَکَ عَنِ الْعالَمِینَ أَیْ لَا تُؤْوِی ضَیْفاً فَرَأَوْا جَمَالَ الْقَوْمِ وَ حُسْنَ وُجُوهِهِمْ فَبَادَرُوا نَحْوَهُمْ فَطَمَسَ اللَّهُ عَلَی أَعْیُنِهِمْ وَ إِذَا هُمْ عُمْیٌ لَا یُبْصِرُونَ وَ صَارَتْ وُجُوهُهُمْ کَالْقَارِ وَ هُمْ یَدُورُونَ وَ وُجُوهُهُمْ تُضْرَبُ الْحِیطَانَ، فَذَلِکَ قَوْلُهُ تَعَالَی: وَ لَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَیْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْیُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِی وَ نُذُرِ. قَالَ: وَ إِذَا نَفَرٌ آخَرُونَ قَدْ لَحِقُوا بِهِمْ وَ نَادَوْهُمْ إِنْ کُنْتُمْ قَضَیْتُمْ شَهْوَتَکُمْ مِنْهُمْ فَأَخْرِجُوا حَتَّی نَدْخُلَ وَ نَقْضِیَ شَهْوَتَنَا مِنْهُمْ. فَصَاحُوا: یَا قَوْمِ، إِنَّ لُوطاً أَتَی بِقَوْمٍ سَحَرَهًٍْ لَقَدْ سَحَرُوا أَعْیُنَنَا فَادْخُلُوا إِلَیْنَا وَ خُذُوا بِأَیْدِینَا فَدَخَلُوا وَ أَخْرَجُوهُمْ، وَ قَالُوا: یَا لُوطُ (علیه السلام) إِذَا أَصْبَحَ الصُّبْحُ نَأْتِیکَ وَ نُرِیکَ مَا تُحِبُّ؛ فَسَکَتَ عَنْهُمْ لُوطٌ حَتَّی خَرَجُوا. ثُمَّ قَالَ لُوطٌ (علیه السلام) لِلْمَلَائِکَهًِْ: بِمَاذَا أُرْسِلْتُمْ؟ فَأَخْبَرُوهُ بِهَلَاکِ قَوْمِهِ. فَقَالَ: مَتَی ذَلِکَ؟ فَقَالَ جَبْرَائِیلُ (علیه السلام): إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَیْسَ الصُّبْحُ بِقَرِیبٍ فَقَالَ جَبْرَائیِلُ (علیه السلام): اخْرُجِ الْآنَ یَا لُوطُ (علیه السلام) فَأَسْرِ بِأَهْلِکَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّیْلِ یَعْنِی فِی آخِرِ اللَّیْلِ وَ لا یَلْتَفِتْ مِنْکُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَکَ قَوْأَبٌ إِنَّهُ مُصِیبُها مَا أَصابَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ. قَالَ: فَجَمَعَ لُوطٌ بَنَاتَهُ وَ أَهْلَهُ وَ مَوَاشِیَهُ وَ أَمْتِعَتَهُ فَأَخْرَجَهُمْ جَبْرَائِیلُ (علیه السلام) مِنَ الْمَدِینَهًِْ، ثُمَّ قَالَ جَبْرَائِیلُ (علیه السلام): یَا لُوطُ قَدْ قَضَی رَبُّکَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِینَ. فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: إِلَی أَیْنَ تَخْرُجُ مِنْ دُورِکَ؟ فَأَخْبَرَهَا أَنَّ هَؤُلَاءِ رُسُلُ رَبِّی جَاءُوا لِهَلَاکِ الْمُدُنِ. فَقَالَتْ: یَا لُوطُ، وَ مَا لِرَبِّکَ مِنَ الْقُدْرَهًِْ حَتَّی یَقْدِرَ عَلَی هَلَاکِ هَؤُلَاءِ الْمَدَائِنِ السَّبْعِ. فَمَا اسْتَتَمَّتْ کَلَامَهَا حَتَّی أَتَاهَا حَجَرٌ مِنْ حِجَارَهًِْ السِّجِّیلِ فَوَقَعَ عَلَی رَأْسِهَا. وَ قِیلَ: إِنَّهَا بَقِیَتْ مَمْسُوخَهًًْ حَجَراً أَسْوَدَ عِشْرِینَ سَنَهًًْ ثُمَّ خَسَفَ بِهَا فِی بَطْنِ الْأَرْضِ. قَالَ: وَ خَرَجَ لُوطٌ (علیه السلام) مِنْ تِلْکَ الْمَدَائِنِ وَ إِذَا بِجَبْرَائِیلَ الْأَمِینِ قَدْ بَسَطَ جَنَاحَ الْغَضَبِ، وَ إِسْرَافِیلَ قَدْ جَمَعَ أَطْرَافَ الْمَدَائِنِ، وَ دَرْدَائِیلَ قَدْ جَعَلَ جَنَاحَهُ تَحْتَ تُخُومِ الْأَرْضِ السَّابِعَهًِْ، وَ عِزْرَائِیلَ قَدْ تَهَیَّأَ لِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ فِی حِرَابِ النِّیرَانِ حَتَّی إِذَا بَرَزَ عَمُودُ الصُّبْحِ، صَاحَ جَبْرَائِیلُ الْأَمِینُ بِأَعْلَی صَوْتِهِ: یَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ کَافِرِینَ. وَ صَاحَ مِیکَائِیلُ مِنَ الْجَانِبِ الثَّانِی: یَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ فَاسِقِینَ. وَ صَاحَ إِسْرَافِیلُ مِنَ الْجَانِبِ الثَّالِثِ: یَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ مُجْرِمِینَ. وَ صَاحَ دَرْدَائِیلُ: یَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ ضالِّینَ. وَ صَاحَ جَبْرَائِیلُ بِأَعْلَی صَوْتِهِ: یَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ غافِلِینَ. قَالَ: فَقَلَعَ جَبْرَائِیلُ الْأَمِینُ - طَاوُوسُ الْمَلَائِکَهًِْ الْمُطَوَّقُ بِالنُّورِ ذُو الْقُوَّهًِْ - تِلْکَ الْمَدَائِنَ السَّبْعَ عَنْ آخِرِهَا مِنْ تَحْتِ تُخُومِ الْأَرْضِ السَّابِعَهًِْ السُّفْلَی بِجَنَاحِ الْغَضَبِ حَتَّی بَلَغَ الْمَاءُ الْأَسْوَدُ ثُمَّ رَفَعَهَا بِجِبَالِهَا وَ دَوَابِّهَا وَ أَشْجَارِهَا وَ دُورِهَا وَ غُرَفِهَا وَ أَنْهَارِهَا وَ مَزَارِعِهَا وَ مَرَاعِیهَا حَتَّی انْتَهَی إِلَی الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ الَّذِی فِی الْهَوَاءِ حَتَّی سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ صِیَاحَ صِبْیَانِهِمْ وَ نَبِیحَ کِلَابِهِمْ وَ صَقِیعَ الدِّیَکَهًِْ، فَقَالُوا: مَنْ هَؤُلَاءِ الْمَغْضُوبُ عَلَیْهِمْ؟ فَقِیلَ: هَؤُلَاءِ قَوْمُ لُوطٍ وَ لَمْ تَزَلْ کَذَلِکَ عَلَی جَنَاحِ جَبْرَائِیلَ وَ هِیَ تَرْتَعِدُ کَأَنَّهَا سَعَفَهًٌْ فِی رِیحٍ عَاصِفٍ تَنْتَظِرُ مَتَی یُؤْمَرُ بِهِمْ؟ فَنُودِیَ: دَرَّ الْقُرَی بَعْضَهَا عَلَی بَعْضٍ؟ فَقَلَّبَهَا جَبْرَائِیلُ الْأَمِینُ وَ جَعَلَ عَالِیَهَا سافِلَها فَذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی: وَ الْمُؤْتَفِکَةَ أَهْوی فَغَشَّاها ما غَشَّی یَعْنِی مِنْ رَمْیِ الْمَلَائِکَهًِْ بِالْحِجَارَهًِْ مِنْ فَوْقِهِمْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: وَ لَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِیَها سَافِلَها وَ أَمْطَرْنَا عَلَیْهَا حِجارَةً مِنْ سِجِّیلٍ مَنْضُودٍ یَعْنِی: مُتَابِعٍ بَعْضُهُ عَلَی بَعْضٍ وَ کُلُّ حَجَرٍ عَلَیْهِ اسْمُ صَاحِبِهِ. قَالَ: فَاسْتَیْقَظَ الْقَوْمُ وَ إِذَا هُمْ بِالْأَرْضِ تَهْوِی بِهِمْ مِنَ الْهَوَاءِ وَ النِّیرَانِ مِنْ تَحْتِهِمْ وَ الْمَلَائِکَهًُْ تَقْذِفُهُمْ بِالْحِجَارَهًِْ وَ هِیَ مَطْبُوخَهًٌْ بِنَارِ جَهَنَّمَ وَ هِیَ عَلَیْهِمْ کَالْمَطَرِ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِینَ. وَ رُوِیَ أَنَّ کُلَّ وَاحِدٍ کَانَ غَائِباً مِنْ تِلْکَ الْمَدَائِنِ وَ هُوَ عَلَی مِثْلِ حَالِهِمْ فِی دِینِهِمْ وَ فِعْلِهِمْ، أَتَاهُ الْحَجَرُ عَلَی رَأْسِهِ حَتَّی قَتَلَهُ. وَ کَانَ النَّبِیُّ (صلی الله علیه و آله) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ: إِنِّی لَأَسْمَعُ صَوْتَ الْقَوَاصِفِ مِنَ الرِّیحِ وَ الرُّعُودِ وَ أَحْسَبُ أَنَّهَا الْحِجَارَهًُْ الَّتِی وَعَدَ اللَّهُ بِهَا الظَّلَمَهًَْ، کَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: وَ مَا هِیَ مِنَ الظَّالِمِینَ بِبَعِیدٍ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی: قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلی أَنْ یَبْعَثَ عَلَیْکُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِکُمْ یَعْنِی بِالْحِجَارَهًِْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِکُمْ یَعْنِی الْخَسْفَ. قَالَ کَعْبٌ: وَ جَعَلَ یَخْرُجُ مِنْ تِلْکَ الْمَدَائِنِ دُخَانٌ أَسْوَدُ نَتِنٌ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ یَشَمَّهُ لِنَتْنِ رَائِحَتِهِ وَ بَقِیَتْ آثَارُ الْمَدَائِنِ وَ الْقَوْمِ، یَعْتَبِرُ بِهَا کُلُّ مَنْ یَرَاهَا، فَذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی: وَ لَقَدْ تَرَکْنا مِنْها آیَةً بَیِّنَةً لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ. قَالَ: وَ مَضَی لُوطٌ إِلَی عَمِّهِ إِبْرَاهِیمَ (علیه السلام) فَأَخْبَرَهُ بِمَا نَزَلَ بِقَوْمِهِ، فَذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِهِ: وَ لُوطاً آتَیْناهُ حُکْماً وَ عِلْماً وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْقَرْیَةِ الَّتِی کانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ کانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِینَ.
امام صادق (علیه السلام)- در «تحفهًْ الإخوان» آمده است: امام صادق (علیه السلام) فرمود: مردم مؤتفکات از بزرگوارترین مردم بودند و بهرهمند از حسن و جمال. پس گرفتار قحطی و گرانی شدند. آنگاه ابلیس لعین نزد ایشان آمد و گفت: «علّت اینکه دچار قحطی شدهاید این است که شما مردم را از ورود به خانههایتان منع کردید، امّا ایشان را از ورود به باغهایتان در صحرا منع نکردید». گفتند: «چگونه آنها را از ورود به باغهایمان منع کنیم»؟ گفت: «این را میان خود یک سنّت کنید که اگر مرد غریبهای را در شهر خویش دیدید، لباسهای وی را به غارت برید و از پشت به او تجاوز کنید و اگر چنین کنید دیگر کسی به شهر شما نخواهد آمد». پس آنها به قصد انجام این کار به سمت حومه شهر بیرون رفتند تا غریبهای را بیابند و با او آن کار را انجام دهند. در همان حال ابلیس لعین خود بهصورت جوانی امرد و زیبا ظاهر شد. مردم با دیدن او، به وی حمله کرده و جامههایش را به غارت برده و مورد تجاوز جنسی قراردادند و این کار به مذاقشان خوش آمد و کمکم به صورت عادتی درآمد که در مورد هر غریبی به کار میبستند و به مرور این کار را میان خود نیز انجامدادند و کار به جایی رسید که مردم شهر به دو دسته تقسیم شدند: یا مفعول بودند، یا فاعل. خداوند متعال به ابراهیم (علیه السلام) وحی فرمود که «من لوط (علیه السلام) را به پیامبری برگزیدم. پس وی را نزد این قوم بفرست». ابراهیم (علیه السلام) نزد لوط (علیه السلام) رفت و او را از ماجرا آگاه ساخت و سپس به وی گفت: «به شهر سَدُوم برو و آنان را به پرستش خدا دعوت کن و آنان را از فرمان و عذاب خدا برحذر دار و به خاطرشان بیاور که خداوند با قوم نمرودبنکنعان چه کرد». پس لوط (علیه السلام) عازم شد تا به مجموعه شهرهایی رسید و توقّف کرد بی آنکه بداند از کدام شهر کار خود را آغاز کند. امّا بالأخره وارد شهر سدوم شد که بزرگترین شهرها بود و حاکم آن شهرها نیز در آن اقامتداشت. چون به وسط بازار رسید، گفت: «ای مردم! از خدا پروا کنید و از من فرمان برید و در انجام این کارهای ناپسند که پیش از این سابقه نداشته، خویشتندار باشید و خودداری کنید. بتپرستی را رها کنید که من فرستاده خدا به سوی شما هستم». این است معنای آیه: و لوط را [فرستادیم] هنگامیکه به قوم خود گفت: آیا آن کار زشت [ی] را مرتکب میشوید که هیچ کس از جهانیان در آن بر شما پیشی نگرفته است* شما از روی شهوت به جای زنان با مردان درمیآمیزید. آری شما گروهی تجاوزکارید* ولی پاسخ قومش جز این نبود که گفتند: آنان را از شهرتان بیرونکنید؛ زیرا آنان کسانیاند که به پاکی تظاهر میکنند یعنی خود را از آمیزش با مردان، پاک میدارند. (اعراف/۸۲۸۰) و در جای دیگر میفرماید: آیا با مردان میآمیزید و راهها را میبرید و در محفل خود مرتکب کارهای ناپسند میشوید؟ (عنکبوت/۲۹) و مقصود از منکر، ریگ بازی، کف زدن، کبوتر بازی، به جان هم انداختن کبوترهای جنگی، به جان هم انداختن خروسهای جنگی، به جان هم انداختن سگها، باد رها کردن در مجالس و جامههای رنگارنگ پوشیدن است، جواب قومش جز این نبود که گفتند: اگر راست میگویی عذاب خدا را بر سر ما بیاور. (عنکبوت/۲۹) چون این خبر به پادشاه سدوم رسید، گفت: «وی را نزد من آورید». و چون لوط (علیه السلام) در برابر پادشاه ایستاد، پادشاه به وی گفت: «کیستی»؟ گفت: «نام من لوط (علیه السلام) و برادر زاده ابراهیم (علیه السلام) هستم. امّا آنکه مرا فرستاده، پروردگار من و شماست و امّا آنچه را که آوردهام این است که شما را به اطاعت از خدا و اوامر او دعوت کنم و شما را از ارتکاب این اعمال زشت نهی کنم». چون پادشاه این سخنان را از لوط (علیه السلام) شنید، وحشت و ترس بزرگی در دلش افتاد، لذا به لوط گفت: «من یک مرد از قوم خودم هستم و نمیتوانم از طرف همه آنها به تو پاسخ دهم. تو خود نزد آنها برو، اگر به تو ایمان آوردند، من هم با آنها هستم». پس لوط (علیه السلام) از نزد وی خارج شد و نزد قوم سدوم رفت و آنان را به پرستش خدا دعوت نمود و از ارتکاب گناه نهی فرمود و از عذاب خدایشان برحذرداشت. امّا آنها از هر طرف به وی حمله کرده و گفتند: [اگر دست برنداری] قطعاً از اخراجشدگان خواهی بود یعنی از شهر ما، من از کارتان از دشمنانم یعنی از آن متنفرم پروردگارا! مرا و کسان مرا از آنچه انجام میدهند، رهایی بخش یعنی از زشتکاریها. (شعراء/۱۶۹۱۶۷) پس لوط (علیه السلام) مدّت بیست سال در میان ایشان اقامت گزید و آنان را به یکتا پرستی دعوت میکرد. در این مدّت همسرش که زنی مؤمن بود، در گذشت و با زنی دیگر از قوم خود به نام «قواب» ازدواج کرد که قبلاً به وی ایمان آورده بود. از آن پس هر دو با هم مردم را به اطاعت خدا فرامیخواندند. امّا مردم، لوط (علیه السلام) را دشنام داده و میزدند. این کار از آغاز بعثت لوط (علیه السلام) تا چهل سال ادامه داشت و هیچ اهمیّتی به سخنان وی نمیدادند و از او اطاعت نمیکردند. در این هنگام زمین، به درگاه پروردگار شکایت برد و درختان و پرندگان و بهشت و دوزخ با زمین همنوا شده و به درگاه پروردگار ناله کردند. امّا خداوند به آنان وحی فرمود: «من حلیم و بردبارم و با عجله در مورد کسانی که مرا نافرمانی میکنند، تصمیم نمیگیرم تا اینکه زمان مشخص فرا رسد». و چون دعوت پیامبرشان را سبک شمرده و اقرار به اطاعت از خدا نکردند و همچنان به گناهان خود ادامه میدادند، خداوند متعال، چهار فرشته را که عبارت بودند از: جبرئیل، میکائیل، اسرافیل و دردائیل، امر فرمود که نزد ابراهیم (علیه السلام) رفته و او را به پسری از همسرش ساره، دختر «هاراز بنناخور» بشارت دهند. ساره، زمانی که خداوند آتش را بر ابراهیم (علیه السلام) سرد و سلامت گردانید، به وی ایمان آورده بود و خداوند به ابراهیم (علیه السلام) وحی فرمود که با وی ازدواج کند و ابراهیم (علیه السلام) نیز با وی ازدواج کرد. این چهار فرشته به هیأت انسانهایی که عمامههایی بر سرداشتند، درآمدند. عادت ابراهیم (علیه السلام) این بود که جز با مهمان خدا غذا نخورد و سه روز بود که مهمانی نرسیده بود. لذا ابراهیم (علیه السلام) به ساره فرمود: «برخیز و غذایی را تدارک کن تا من بیرون روم شاید مهمانی بیابم». ساره در پی تهیه غذا رفت و ابراهیم (علیه السلام) در پی مهمان؛ امّا هرچه گشت مهمانی نیافت. لذا در خانهاش نشست و به خواندن صُحُفی که بر وی نازل شده بود، مشغول گردید. ناگهان متوجّه شد چهار مهمان اسب سوار در حضورش ایستادهاند. این حادثه غیر منتظره به شدّت وی را به وحشت انداخت. لذا آن چهار فرشته به وی سلام کردند و او آرام گرفت و ترسش برطرف گشت و معنای آیه: و به راستی فرستادگان ما برای ابراهیم مژده آوردند، سلام گفتند (هود/۶۹) همین است. و خداوند متعال در آیه دیگری میفرماید: آیا خبر مهمانان ارجمند ابراهیم به تو رسید؟* چون بر او درآمدند، پس سلام گفتند. گفت: سلام. مردمی ناشناسید (ذاریات/۲۵۲۴) چون صورت آنها را نمیدید و آنها را نمیشناخت. پس به ایشان خوشامد گفت و دعوت به نشستن کرد. آنگاه نزد ساره رفت و به وی فرمود: «چهار مهمان خوشسیما و خوش لباس خانه ما آمدهاند. آنها وقتی بر من وارد شدند، چون درستکاران به من سلام گفتند، لذا از تو میخواهم برخیزی و به ایشان خدمت کنی». عرض کرد: «ای ابراهیم! (علیه السلام) تا آنجا که من تو را میشناسم، با غیرتترین مردان بودهای»؟! فرمود: «هنوز هم هستم، اما این میهمانان عزیز و برگزیدهاند». سپس ابراهیم (علیه السلام) گوساله فربهی را سر بریده، پاک نمود و سپس تنور را برافروخت و گوساله را در تنور گذاشت تا بریان گشت و این معنای آیهای است که میفرماید: و دیری نپایید که گوسالهای بریان آورد. (هود/۶۹) «حنیذ» به چیزی گفتهمیشود که در گودال بریان گردد. وقتی غذا آمادهشد، ابراهیم (علیه السلام) گوساله بریان را روی سفره نهاد و مقداری نان در اطراف آن گذاشت و به ایشان تعارف کرد که تناولکنند. ساره نیز کمر به خدمت ایشان بسته بود و منتظر بود که هر کدام چیزی احتیاج داشتهباشند، فراهم کند که متوجّه شد درحالیکه ابراهیم (علیه السلام) بدون نگاه کردن به میهمانان مشغول غذا خوردن است، مهمانها چیزی نمیخورند. لذا به ابراهیم (علیه السلام) گفت: «ابراهیم! (علیه السلام) این میهمانان شما چیزی نمیخورند»! پس ابراهیم (علیه السلام) به ایشان گفت: «نمیخورید»؟ و از این بابت، ترسی در دل او پیدا شد و معنای آیه: و چون دید دستهایشان به غذا دراز نمیشود، آنان را ناشناس یافت و از ایشان ترسی بر دل گرفت (هود/۷۰) همین است. سپس ابراهیم (علیه السلام) فرمود: «اگر میدانستم شما نمیخورید، گوساله را از گاو جدا نمیکردم». پس جبرئیل (علیه السلام) دستش را به طرف گوساله دراز کرده و گفت: «به اذن خدای متعال برخیز»! پس گوساله برخاست و به طرف گاو رفت و پستانش را به دهان گرفت و مشغول شیر خوردن شد. دراینجا ترس ابراهیم (علیه السلام) شدت گرفته و گفت: «ما از شما بیمناکیم* گفتند: مترس که ما تو را به پسری دانا مژده میدهیم* گفت: آیا با این که مرا پیری فرا رسیدهاست، بشارتم میدهید؟ به چه بشارت میدهید؟* گفتند: ما تو را به حق بشارت دادیم. پس از نومیدان مباش* گفت: چه کسی جز گمراهان از رحمت پروردگارش نومید میشود؟ (حجر/۵۶۵۲) ساره ایستاده بود و چون این سخنان را شنید، گفت: «أوهِ» که از آن در قرآن با لفظ «صَرَّة» یاد شدهاست: و زنش با فریادی [از شگفتی] سر رسید و بر چهرهی خود زد. و گفت زنی پیر نازا [چگونه بزاید] یعنی زنی سالخورده که نازاست (ذاریات/۲۹) [همسر ابراهیم] گفت: ای وای بر من! آیا فرزند آورم با آن که من پیرزنم و این شوهرم پیرمرد است؟ واقعاً این چیز بسیار عجیبی است* گفتند: آیا از کار خدا تعجب میکنی؟ رحمت خدا و برکات او بر شما خاندان [رسالت] باد. بیگمان او ستودهای بزرگوار است (هود/۷۳۷۲) «مجید» به معنای موجود برخوردار از شرافت و بزرگی و کرم است. در آیهی دیگری آمده است: و از ایشان ترسی بر دل گرفت. گفتند: مترس ما به سوی قوم لوط فرستادهشدهایم* و زن او ایستاده بود یعنی برای خدمت به آنها ایستاده بود فَضَحِکَتْ یعنی دچار حیض شد. پس وی را به اسحاق و از پی اسحاق به یعقوب مژده دادیم. (هود/۷۱۷۰) اسحاق بیش از هشتاد سال عمر کرد و نابینا گشت. وی پیوسته در معبد خود زندگی میکرد. روزی در کنار همسرش نشستهبود. ناگهان از وی خواست با او همبستر شود. زنش که رباببنتلوط (علیه السلام) یا قدره نام داشت چنان خندید که دندانهای آسیای وی نمایان گشته و به همسرش گفت: «اسحاق (علیه السلام)»! اسحاق (علیه السلام) گفت: «بلی! اگر خدا خواهد»! پس با وی نزدیکیکرد و همسرش به دو پسر باردار شد و چون خبر باردار بودن خود را به اسحاق (علیه السلام) داد، به وی فرمود: «از این امر تعجّب نکن، زیرا در آغاز جوانی شبی در خواب دیدم که درخت تنومند سرسبزی از پشتم رویید که شاخ و برگهای بسیار داشت و هر یک از این شاخو برگها به رنگی بودند. سپس در خواب به من گفته شد: «این شاخو برگها فرزندان تو هستند و منزلت هر کدام متناسب با نورانیّت آنهاست و ناگهان هراسان از خواب بیدار شدم. این باردار شدن تو تحقّق خواب من است». همسرش گفت: «ای پیامبر خدا و فرستاده او! آنها دو تا هستند و در شکم من چون دو دشمن با هم میجنگند». اسحاق گفت: «ان شاء الله خیر است». چون مدّت حمل به پایان رسید و نوزادان به دنیا آمدند، یکی از آنها که دیرتر به دنیا آمده، آن یکی را گرفته بود. از این رو یعقوب (علیه السلام) نامیدهشد و آن که برادر خود را کنار زده و خود اوّل به دنیا آمده بود را «عیص» نامیدند. گویند ساره نودونه سال داشت و ابراهیم (علیه السلام) نودوهشت سال داشت که ساره در همان شبی که خداوند قوم لوط (علیه السلام) را در زمین فرو برد، به اسحاق (علیه السلام) باردار گشت و چون مدّت حملش کامل شد، در شب جمعه، روز عاشورا، وی را درحالیکه نور درخشانی از او میتابید، به دنیا آورد و چون بر زمین افتاد، به درگاه پروردگار سجده کرد، آنگاه نشست و دست به دعا برداشته و حمد و ثنای خدا را به جا آورد. امام صادق (علیه السلام) در ادامه میفرماید: سپس ساره مشغول تکرار این عبارت خود: «پیرزنی نازا» شد، بیآنکه بداند این میهمانان فرشته هستند. پس جبرئیل به وی نگریسته و گفت: «ای ساره! این سخن پروردگار توست و اوست حکیم دانا». چون از این موضوع فارغ شدند، ابراهیم (علیه السلام) به آنها گفت: ای فرستادگان! مأموریت شما چیست؟ یعنی اینکه بعد از مژدهای که به من دادید، میخواهید چه کنید؟ گفتند: ما به سوی مردمی پلیدکار فرستادهشدهایم و منظورشان قوم لوط بود. تا سنگهایی از گل رس بر [سر] آنان فرو فرستیم. (ذاریات/۳۳۳۱) یعنی علامتگذاری شده، و گفته شده: «روی هر سنگی نام شخصی از گناهکاران اسرافگر قوم لوط (علیه السلام) که به وسیلهی آن کشته میشد، نوشتهشدهبود». سپس جبرئیل (علیه السلام) به شکل واقعی خود درآمد و ابراهیم (علیه السلام) وی را شناخت. سپس میکائیل و اسرافیل و دردائیل را به عنوان برادران خود به حضرت ابراهیم (علیه السلام) معرفی نمود. سپس ابراهیم (علیه السلام) به خاطر وضعیت برادر زادهاش لوط (علیه السلام) و خانواده او غمگین شد و به فرشتگان گفت: گفت: لوط در آنجاست. گفتند: ما بهتر میدانیم چه کسی در آنجاست. او و خاندانش را جز زنش را که در همان جا خواهد ماند نجات میدهیم. (عنکبوت/۳۲) یعنی زن لوط (علیه السلام) از جمله کسانیاست که گرفتار عذاب میشوند. سپس از جبرئیل از تعداد مؤمنان در آن شهرها پرسید. جبرئیل گفت: «جز لوط (علیه السلام) و دو دخترش کس دیگری وجود ندارد»؛ و این همان معنایی است که خداوند بیان فرموده: پس هر که از مؤمنان در آن [شهرها] بود بیرون بردیم* ولی در آن جا جز یک خانه از فرمانبران [خدا بیشتر] نیافتیم. (ذاریات/۳۶۳۵) خداوند متعال میفرماید: پس وقتی ترس ابراهیم زائل شد وَجَاءتْهُ الْبُشْرَی و مژده [فرزنددار شدن] به او رسید [درباره قوم لوط با ما (به قصد شفاعت) چون و چرا میکرد یعنی آن چه میان ابراهیم (علیه السلام) و جبرئیل اتّفاق افتاد. خداوند متعال میفرماید: ابراهیم بردبار است و رئوف است و فرمانبردار است یعنی اینکه وی در دعا مؤمن است و به عبادت پروردگارش روی میآورد. آنگاه به ابراهیم (علیه السلام) فرمود: «[ای ابراهیم! از این [چون و چرا] روی برتاب که فرمان پروردگارت آمده] [و برای آنان عذابی که بیبازگشت است خواهد آمد] (هود/۷۶۷۴) غیرمردود به معنای غیر مصروف یعنی «بیبازگشت» است. آنگاه ابراهیم (علیه السلام) فرمود: «ای فرشتگان و رسولان پروردگارم! به هر جا که فرمانتان دادهاند بروید (حجر/۶۵)». پس فرشتگان بر اسبان خویش نشستند و نزدیک غروب به شهرهای قوم لوط (علیه السلام) رسیدند. پس رباب دختر لوط (علیه السلام) و همسر اسحاق (علیه السلام) که دختر بزرگتر بود و مشغول برداشتن آب بود، آنها را دید و متوجّه شد مردمی صاحب جمال و خوشظاهرند. لذا به آنان نزدیک شده و گفت: «شما را چه میشود که میخواهید بر قومی فاسق وارد شوید! کسی از آنها شما را میهمان نمیکند، مگر آن پیرمرد. او از بابت قوم، رنج و مصیبت زیادی کشیدهاست». پس آن فرشتگان به سمت حضرت لوط (علیه السلام) تغییر مسیردادند که تازه از شخم زدن فارغ شده بود. چون حضرت لوط (علیه السلام) ایشان را دید، برای آنان غمگین شد و برایشان از قوم خود بیمناک شد و معنای کلام خدا همین است که: و چون فرستادگان ما نزد لوط آمدند به [آمدن] آنان ناراحت و دستش از حمایت ایشان کوتاه شد و گفت: امروز، روزی سخت است یعنی شرّ آن سخت و شدید است. (هود/۷۷) و در آیهی دیگری گوید: «پس چون فرشتگان نزد خاندان لوط آمدند [لوط] گفت: شما مردمی ناشناس هستید (حجر/۶۲۶۱)» یعنی، لوط (علیه السلام) هم مثل ابراهیم (علیه السلام) ایشان را نشناخت. پس حضرت لوط (علیه السلام) به ایشان گفت: «از کجا آمدهاید»؟ جبرئیل (علیه السلام) درحالیکه [لوط (علیه السلام)] وی را نشناخته بود، گفت: «از جایی دور و به خانه شما درآمدهایم، آیا میتوانی ما را امشب میهمان کنی و اجر و ثواب شما نزد خدا باشد»؟ حضرت لوط (علیه السلام) گفت: «آری! امّا از این قوم فاسق که خدا لعنتشان کند بر شما بیمناک هستم». پس جبرئیل به اسرافیل گفت: «این، یک بار». خداوند به ایشان فرمان دادهبود که شهر را نابود نکنند، مگر اینکه از زبان حضرت لوط (علیه السلام) چهار بار شهادت بر فسق آنها و لعنت بر ایشان را بشنوند. سپس جلو رفته و گفتند: «ای لوط! (علیه السلام) شب ما را دریافته و ما میهمان توایم، پس کاری را که لازم است انجام دهید». لوط (علیه السلام) به ایشان گفت: «به شما اطّلاع دادم که قوم من فسق میورزند و زنان را رها کرده با مردان شهوترانی میکنند که لعنت خدا برایشان باد». پس جبرئیل به اسرافیل گفت: «این هم دوّمین شهادت». سپس لوط (علیه السلام) به ایشان گفت: «از اسبهای خویش پیاده شوید و همین جا بنشینید تا تاریکی زیاد شود و آنگاه بیآنکه کسی متوجّه شما شود، وارد شوید. آنها که خدایشان لعنت کند قوم فاسقی هستند». پس جبرئیل به اسرافیل گفت: «این هم شهادت سوّم». سپس لوط (علیه السلام) بعد از اینکه تاریکی بر همهجا سایه افکند پیشاپیش آنها حرکت کرده تا اینکه وارد خانه او شدند و لوط (علیه السلام)، در را پشت سرِ آنها بست. سپس زنش را که «قواب» نام داشت، صدا زده و به وی گفت: «ای زن! تو چهل سال مرا نافرمانی کردهای. اینها میهمان من هستند؛ دلم به خاطر ایشان، سرشار از ترس و لرز شدهاست. امشب از آنها پذیرایی کن تا از گذشته تو بگذرم». زن گفت: «باشد»! خداوند متعال میفرماید: خدا برای کسانی که کفر ورزیدهاند، زن نوح و زن لوط را مثل آورده [که] هر دو در نکاح دو بنده از بندگان شایسته ما بودند و به آنها خیانت کردند. (تحریم/۱۰) خیانت این دو زن، خیانت به ناموس پیامبران نبودهاست، زیرا خداوند متعال پیامبران خود را به این مصیبت مبتلا نمیکند؛ بلکه خیانت زن نوح (علیه السلام) این بود که به قوم خود میگفت: «او را نزنید، چون دیوانه است. پادشاه قوم او مردی جبّار و قوی و گمراه به نام دوقیلبنعویلبنلامکبنجنحبنقابیل بود. او نخستین کسی بود که خمر نوشید و بر تخت نشست و اوّلین کسی است که دستور داد لوازمی از آهن و سرب و مس بسازند و اوّلین کسی است که لباس زربفت پوشید. او و قومش، بتهای پنج گانه را که «ودّا، سُواع، یَغُوث، یَعوق و نَسْر» نام داشتند، میپرستیدند که بتهای قوم ادریس (علیه السلام) بودند. آنان به مرور زمان بر این بتها افزودند تا به هزارونهصد بت رسید که آنها را روی صندلیهایی از طلا و تختهایی از نقره که به وسیلهی انواع فرشهای فاخر فرش شده بود، نشانده بودند و برای بتها تاجهایی مرصّع به انواع جواهرات و مرواریدها و یاقوتها ساخته و بر سرشان گذاشته بودند. این بتها خدمتکارانی داشتند که به آنان خدمت میکردند. امّا خیانت زن حضرت لوط (علیه السلام) این بود که اگر برای همسرش روز میهمان میآمد، بر پشت بام دود راه میانداخت و اگر شبمیهمان سر میرسید، آتش روشن میکرد تا مردم متوجه شوند که در خانه لوط (علیه السلام) میهمان هست. آن شب نیز با آمدن میهمانها چراغی به دست گرفت و وانمود کرد که میخواهد آن را روشن کند. او با این چراغ نزد جماعتی از قوم و خویشاوندان خود رفت و آنان را از حضور میهمانان حضرت لوط (علیه السلام) و جمالشان باخبر ساخت. حضرت لوط (علیه السلام) متوجّه کار وی شد، از این رو در خانه را بست و محکم کرد. فاسقان شهر که متوجّه ماجرا شده بودند، از هر طرف فریادزنان راهی خانه حضرت لوط (علیه السلام) شدند و پشت در خانه تجمّعکردند و موجب وحشت آن حضرت شدند؛ و این معنای سخن خداوند متعال است: و قوم او شتابان به سویش آمدند و پیش از آن کارهای زشت میکردند پس حضرت لوط (علیه السلام) آنان را خطاب قرارداده و فرمود: [لوط] گفت: ای قوم من! اینان دختران منند. آنان برای شما پاکیزهترند یعنی از طریق ازدواج و نکاح آن هم اگر ایمان بیاورید؛ پس از خدا بترسید و مرا در کار میهمانانم رسوا مکنید یعنی آبروی مرا در میزبانی این میهمانان نبرید. آیا در میان شما آدمی عقلرس پیدا نمیشود؟ یعنی آدمی بردبار و حلیم که شما را امر به معروف کند و از منکر باز دارد. به او گفتند: تو خوب میدانی که ما را به دخترانت حاجتی نیست. حق در این جا به معنای حاجت است، یعنی ما نیازی به دخترانت و میلی به آنها نداریم. و تو خوب میدانی که ما چه میخواهیم (هود/۷۹۷۸) یعنی عمل خبیثشان را میخواستند که همان آمیزش با مردان بود. سپس در را شکسته و وارد خانه شده و حضرت را مورد خطاب قرار داده و گفتند: آیا تو را از [میهمانکردن] مردم بیگانه منع نکردیم؟ (حجر/۷۰) پس به تنهایی و بدون میهمانانش بر در ایستاد و گفت: «به خدا سوگند! تا رگی جنبان در بدن دارم، میهمانان خود را به شما تحویل نمیدهم، مگر اینکه بمیرم و قادر به انجام کاری نباشم. [لوط] گفت: کاش برای مقابله با شما قدرتی داشتم یا به تکیهگاهی استوار پناه میجستم (هود/۸۰)». سپس یکی از مردان به وی نزدیک شده، بر صورت او کوفت و ریش وی را گرفته و از جلوی در، کنار زد. آنگاه لوط (علیه السلام) گفت: «لَوْ أَنَّ لِی بِکُمْ قُوَّةً أَوْ آوِی إِلَی رُکْنٍ شَدِیدٍ». سپس حضرت لوط (علیه السلام) سر خویش را به آسمان بلندکرده و گفت: «خداوندا! حقّ مرا از قومم بستان و بر آنان لعن بسیار بفرست»! آنگاه جبرئیل (علیه السلام) به اسرافیل (علیه السلام) گفت: «این هم چهارمین شهادت»! جبرئیل (علیه السلام) فرمود: «ای لوط! ما فرستادگان پروردگار توییم. آنان هرگز به تو دست نخواهند یافت (هود/۸۱) پس مژده باد تو را و بر ما غمگین مشو». سپس مردم به لوط (علیه السلام) حمله برده و درحالیکه میگفتند: «آیا تو را از [میهمان کردن] مردم بیگانه منع نکردیم (حجر/۷۰)»؟ یعنی اینکه چرا میهمان به خانهات دعوت میکنی؛ امّا ناگاه جمال صورت جوانان را دیدند و حضرت لوط (علیه السلام) را رها کرده و به سمت آنها حمله آوردند. در اینجا بود که خداوند پردهای بر روی چشم ایشان کشید به طوری که دیگر چیزی نمیدیدند و صورتهایشان چون قیر سیاه گشته و مدام با صورت به دیوارها برخورد میکردند. و از میهمان [های] او کام دل خواستند. پس فروغ دیدگانشان را ستردیم و [گفتیم] [مزه] عذاب و هشدارهای مرا بچشید. (قمر/۳۷) در این هنگام عدّهای دیگر به آنان نزدیک شده و خطاب به دوستان خود گفتند: «اگر از ایشان کامجویی کردهاید، بیرون آیید تا ما نیز وارد شده و شهوت خود را به وسیلهی آنها ارضا کنیم». امّا فریاد برآمد که: «ای قوم!، لوط (علیه السلام)، قومی جادوگر آورده، آنها چشمان ما را جادو کردهاند، پس وارد شوید و دست ما را بگیرید و بیرون برید». لذا آنها وارد اتاق شده و آنها را خارج کردند و گفتند: «ای لوط (علیه السلام)! صبح که شد، میآییم و آنچه را که دوست داری نشانت میدهیم»! امّا حضرت لوط (علیه السلام) سکوت کرد تا خارج شدند. سپس لوط (علیه السلام) به فرشتگان گفت: «برای چه کاری فرستاده شدهاید»؟ آنها به وی اطلاع دادند که مأموریتشان نابودی قوم اوست. پس گفت: «این اتفاق کی واقع میشود»؟ جبرئیل (علیه السلام) گفت: «بیگمان وعدهگاه آنان صبح است، مگر صبح نزدیک نیست (هود/۸۱)»؟ سپس جبرئیل (علیه السلام) گفت: «ای لوط! هم اکنون خارج شو! پس پاسی از شب گذشته خانوادهات را حرکت ده؛ یعنی آخر شب. و هیچ کس از شما نباید واپس بنگرد، مگر زنت، [قواب] [که آن چه به ایشان رسد به او [نیز] خواهدرسید از عذاب (هود/۸۱)». سپس لوط (علیه السلام) دختران و همسر و گلّه و وسایل منزل خود را گرد آورد و جبرئیل (علیه السلام) آنان را از شهر خارج کرد. آنگاه جبرئیل (علیه السلام) به لوط (علیه السلام) گفت: «ای لوط! (علیه السلام)چون صبح فرارسد ریشه آنها برکنده شود (حجر/۸۶)». پس زن وی به لوط (علیه السلام) گفت: «ای لوط! (علیه السلام)خانههایت را رها کردهای، به کجا میروی»؟ حضرت لوط (علیه السلام) به وی خبر داد که این جوانان فرستادگان خدا هستند و برای هلاک کردن مردم این شهرها آمدهاند. زن لوط (علیه السلام) گفت: «ای لوط! (علیه السلام) پروردگار تو چه قدرتی دارد که بتواند مردم این هفت شهر را هلاک کند»؟! هنوز سخنش به پایان نرسیدهبود که سنگی از سجّیل بر سر وی افتاد و به هلاکت رسید و گفتهشده: «وی به مدّت بیست سال به صورت سنگ سیاهی مسخ شده، ماند و سپس زمین آن را بلعید». و حضرت لوط (علیه السلام) از آن شهرها خارج گردید که ناگهان جبرئیل امین، بال خشم خود را گسترانید و اسرافیل شهرها را به محاصره در آورد و دردائیل بال خویش را زیر هفت طبقه زمین گسترانید و عزرائیل آمادهی قبض روح آنان در میان آتش گردید و چون سپیده صبح دمید، جبرئیل امین با بلندترین صدای خود فریاد زد: «چه بد است صبحگاه قومی غافل»! سپس جبرئیل طاووس فرشتگان که حلقهای از نور بر گردن دارد، آن فرشته قدرتمند ریشه هفت شهر را از اساس برکند و با بال خشم خود هفت طبقه زمین را از لوث وجود ایشان پاک کرد و چون به آب سیاه رسید، هفت شهر را با کوهها و درهها و درختان و خانهها و اتاقها و رودها و کشتزارها و چراگاهها برکند و آنها را تا دریای سبز که در آسمان است، برد به گونهای که ساکنان آسمان، صدای کودکان و عوعو سگان و آواز خروسهای ایشان را شنیدند و گفتند: «اینان کیانند که مغضوب شدهاند»؟ پاسخ آمد: «اینان قوم لوط (علیه السلام) هستند»؛ و آنان همچنان بر روی بال جبرئیل بودند تا اینکه بال آن چنان به لرزه افتاد که گویی برگ نخلی در معرض بادی تند قرار گرفته باشد و منتظر است کی دستور نابودی ایشان صادر میشود. سپس ندا آمد: «شهرها را در هم بکوب». پس جبرئیل امین آنها را زیر و رو کرد و این معنای سخن حق تعالی است که میفرماید: و شهرها [ی سدوم و عاموره] را فرو افکند* پوشاند بر آن [دو شهر از باران گوگردی] آنچه را پوشاند (نجم/۵۴۵۳)» منظور کسانی است که فرشتگان از بالا بر آنان سنگ پرتاب کردند. خدای متعال میفرماید: پس چون فرمان ما آمد یعنی عذاب ما. آن [شهر] را زیر و زبر کردیم و سنگپارههایی از [نوع] سنگ گلهای لایه لایه بر آن فرو ریختیم (هود/۸۲) یعنی پشت سر هم و روی هر سنگی نام صاحبش بر آن نوشته شده بود. پس آن قوم از خواب بیدار شدند و ناگهان دریافتند که زمین به همراه آنان درحال سقوط از بالا هستند و زیرشان پر از آتش است و فرشتگان نیز آنان را با سنگهایی که در آتش جهنم پخته شدهاند، سنگ باران میکنند و بدین ترتیب، صبح کسانی که به ایشان هشدار داده بود، بد شد. و روایت شده، افرادی از این شهرها که در جاهای دیگر بودند و دین و رفتارهای آنها را داشتند، از آسیب سنگها در امان نمانده و بر اثر اصابت سنگ به سرشان کشته شدند. پیامبر خاتم، محمّدبنعبدالله (صلی الله علیه و آله) میفرمود: «من صداهای رعد آسای بادها را میشنوم و گمان میکنم که آنها همان سنگهایی هستند که خداوند ستمگران را وعده کردهاست»، همان طور که خداوند متعال میفرماید: و [خرابههای] آن از ستمگران چندان دور نیست (هود/۸۳) و فرموده: بگو: او تواناست که از بالای سرتان یا از زیر پاهایتان عذابی بر شما بفرستد. (انعام/۶۵) یعنی به وسیله سنگ، یا شما را گروه گروه به هم اندازد یعنی فرو رفتن در زمین. کعب میگوید: پس دود سیاه متعفّنی از این شهرها متصاعد شد که از شدّت تعفن، کسی قادر به استشمام آن نبود و آثار این شهرها و مردم آن به جای ماند تا عبرتی باشد برای هر که آن را میبیند، و این معنای آیه خدای متعال است که میفرماید: هر آینه از آن قریه برای خردمندان عبرتی روشن بر جای گذاشتیم (عنکبوت/۳۵) فرمود: حضرت لوط (علیه السلام) نزد عمویش ابراهیم (علیه السلام) رفت و او را از سرنوشت قومش آگاه نمود و این همان معنای کلام حق تعالی است که میفرماید: و به لوط حکمت و دانش عطا کردیم و او را از آن شهری که [مردمش] کارهای پلید [جنسی] میکردند نجات دادیم به راستی آنها گروه بد و منحرفی بودند (انبیا/۷۴).